ترنيمة لا ينعسن حافظي ولا ينام

You must need to login..!

وصف

«الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ، وَلكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ الْبَتَّةَ» (ناحوم 1: 3)

هذه الآية التي في صدر المقال تنطوي على إنذار خطير لمن يقسّي قلبه ضد التأديب. فو إن كان الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة، فإنه لا يتجاوز عن الإثم، ولا يبرئ الشرير. إنه «رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً» (خر34: 5-7).

هو مملوء حبًا، بل هو محبة، لكنه أيضًا نور. ولهذا فلا بد من إدانة الخطية، وهنا يأتي الصليب. على أنه حتى فيما يتعلق بالذين وجدوا في الصليب غفرانًا، فإن الله لا يحتمل الشر غير المقضي عليه «لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ» (1كو11: 31، 32). فسواء فيما يتعلق بالناس عمومًا، أو بأولاد الله على وجه خاص، فإن عين قداسة الله لا تتسامح في شيء حتى يَقضي على كل ما لا يتفق مع قداسته وحقه.

هذا التأمل مقدم من خدمة الرب قريب