You must need to login..!
وصف
يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ لو23: 34
حمل أمه العجوز على كتفه، وذهب بها إلى أحد الجبال لتركها تموت هناك في بغضة وقساوة قلب مريرة. وفي طريقه وسط الغابات والطرق المشعبة، كانت أمه تقطع الأغصان وأوراق الشجر وتلقي بها في الطريق. وعلى قمة أحد الجبال تركها بمفردها لتموت. وفي عودته وقف حائرًا لا يعرف الطريق، فنادته أمه قائلة: “يا ابني خوفًا عليك أن تضل الطريق في رجوعك، طرحت أوراق الشجر والأغصان في الطريق، فاتبع آثارها. يا ابني ارجع بالسلامة”. يا للعجب! في
بغضة وقساوة قلب يتـرك أمه على جبل لتموت، وهي ترسم له طريق النجاة والعودة بسلام!
كم هزت قلبي هذه القصة القصيرة! أَ بهذا الجفاء والقساوة تُقابَل محبة الأم من ابنها! لكن ما هذا أمام قصة الحب العجيب لذاك الذي مع وعظمة شخصه ومحبته الفائقة المعرفة، حملته أكتاف قساوة القلب البشري إلى الصليب لكي يموت هناك، لكن بموته وسفك دمه الكريم فتح طريق النجاة الوحيد لكل مَنْ يؤمن به.
هذه التأمل مقدم من خدمة الرب قريب