ترنيمة أجهل ما سوف يأتي

You must need to login..!

وصف

فَدَخَلَ … إِلَى الْفُلْكِ … وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ. تك7: 7، 16

 

بقي نوح عشرات السنين يعمل في الفلك الكبير الذي يَسَع الكثيرين، وهو في كل تلك المدة ينادي للناس محذرًا ومنذرًا بالخطر، ولكنهم لم يسمعوا. وقد بقي باب الفلك مفتوحًا مدة طويلة ليدخل فيه أي مَن يشاء بدون شرط ولا أجر ولا كلفة، ولكن الناس استمروا لاهين غافلين هازئين، حتى جاء الطوفان ودخل نوح وبنوه إلى الفلك، وعندئذ أغلق الله باب الفلك عليه. ومتى أغلق الله فمن ذا الذي يستطيع أو يجرؤ أن يفتح؟ ولا نوح نفسه. أخذ الطوفان في النـزول فبدأ الناس يستفيقون، ولكن متى؟ بعد أن ضاعت الفرصة، وهل ينفع الندم؟ كانوا بالأمس لا يصدقون واليوم أدركوا أن نوحًا كان صادقًا، ولكن جاء الإدراك متأخرًا، فما المنفعة؟ كانوا يسخرون بنوح ويتغامزون عليه كأن الرجل قد جُنَّ، فظهر أنهم هم الذين كانوا يتصرفون تصرفًا جنونيًا، لأنهم كانوا يهتمون كل الاهتمام بالحاضر الوقتي الزائل وينسون كل النسيان مستقبل أرواحهم الأبدية الخالدة.

هذا التأمل مقدم من خدمة الرب قريب