You must need to login..!
وصف
«فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ» – (خروج 2: 5)
لم يكن من قبيل الصدفة أن ابنة فرعون ذهبت إلى النهر في هذا اليوم، لأنه لا توجد صدفة أو حوادث عرضية تحدث في العالم بدون إشراف أعلى من رئيس الحياة. فالله دائمًا خلف المشهد، يأمر كل صغيرة وكبيرة، مِن أجل إظهار مجده «عَرَفْتُ يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ» (إر10: 23). والله لا يتحكم فقط في صعود أو سقوط الإمبراطوريات، ولكنه أيضًا يتحكم في سقوط عصفور صغير. إنه الله الذي وضع في قلب هذه الأميرة المصرية لكي تذهب إلى النهر، وبالذات إلى تلك البقعة، حيث يرقد «السَّفَطُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ». وعندما رأت الطفل يبكي، الله هو الذي جعلها تتصرف بهذه الشفقة، بدلاً مما كان مفروضًا بناءً على أوامر والدها. والله هو الذي جعل ابنة فرعون المتغطرس، تخضع لاقتراح مريم، بدعوة امرأة من العبرانيات لتُرضِع لها الولد، بل أيضًا جعل لديها ميل نحو والدة الطفل، لكي تُرضِعْهُ (خر2: 5-8). هنا يمكن للعقل أن يسكن في هدوء وسلام «لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ» (رو11: 36).