ترنيمة دي إيديك محاوطاني

You must need to login..!

وصف

فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ … وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ تك7: 7، 16

كثيـرًا ما نسمع الناس يقولون إنهم يخسرون أشياء كثيـرة إذا أوقفوا حياتهم للمسيح، وبحسب تعبيـر الفلك أُغلِّق عليهم فيه. ولكن في الحقيقة إنه لم يكن جمالاً في كل الخليقة خارجًا عن الفلك، بل كل شيء حيّ جميل كان مع نوح داخلاً، بينما لم يكن في الخارج إلا كل شيء مائت وكريه. وهل كان معقولاً أن نوحًا، بعد أن أغلق الرب عليه، يفكر في أن يخرج إلى مياه الدينونة، ثم يُقنع نفسه أنه مُغلَّق عليه داخلاً؟ مستحيل. على أن هذا المستحيل هو عين ما يفعله الكثيـرون. فماذا نقول عنهم؟ هل لهم إيمان نوح؟ هل هم يدينون العالم بحياتهم العملية؟ كلا، بل بينما يتكلَّمون بأفواههم عن الدينونة المريعة المُقبلة على العالم، نراهم يُقابلون كما قُوبل لوط، الذي مع أنه تكلَّم عن أمور حقيقية، ولكنه «كَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ» (لو19: 15). هذه هي حالة الكثيـرين الذين ربما يعلمون ويبشرون، ولكنهم يشهدون مع العالم، ويظهرون أنهم من العالم بواسطة حياتهم وتصرفاتهم

هذا التأمل مقدم من خدمة الرب قريب