ترنيمة في عيدك المجيد

You must need to login..!

وصف

خَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ (تك3: 7)

هذه المآزر التي صنعها آدم وحواء لأنفسهما لم تخلصهما من الإحساس بالعري والعار، لأنهما لما سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة أخفيا أنفسهما مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ، ولم يستطع ضمير الإنسان أن يأتي به إلى الله، وعلى النقيض ملأه الضمير بالخوف ودفعه بعيدًا عن الله. لقد كان لهما إدراك خافت على الأقل للبعد الأدبي الذي يفصلهما عن خالقهما. كان هو القدوس، أما هما فخاطئان، ولأجل ذلك كانا خائفين وأرادا الهروب من حضرته، وهذا هو الحال مع الإنسان غيـر المُجدَّد اليوم، فعلى الرغم من ممارساته الدينية وأعمال بره الذاتي، لكنه غيـر مستريح ويملؤه الخوف. ولماذا يهمل الناس قراءة الكتاب المقدس؟ لأنه بخلاف أي كتاب آخر يأتي بالإنسان ويُقربه من الله، والناس لا يجدون راحتهم في حضرة الله، ويريدون الهروب منه. ولماذا يبتعد الناس عن حضور الاجتماعات التي تُقدَّم فيها كلمة الله؟ بل ويسرعون بتقديم الأعذار الكثيـرة، إلا السبب الحقيقي، ألا وهو أنهم في خطاياهم لا يستريحون في حضرته، ولذلك يهربون منه، وكما فعل آدم هكذا يفعلون.

هذا التأمل مقدم من خدمة الرب قريب