ترنيمة ما لي سواك يحميني

You must need to login..!

وصف

«وَبَيْنَمَا كَانَ (بُولُسُ) يَتَكَلَّمُ … ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ» (أعمال الرسل 24: 25)

لم يكن بولس من الذين يتكلَّمون بالناعمات، فتحدث إلى ذلك الوالي بكلام مرعب، إذ كلَّمه «عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ». وكم كانت حياة ذلك الوالي الشـرير تفتقر إلى البر وإلى التعفف! فكيف لا يرتعب من ”الدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ“؟ وفي اعتقادنا أن بولس كان مُزمعًا أن يُقدِّم له الدعوة للخلاص بالنعمة بالإيمان، لكن الوالي لم يُمهله. ولقد زاد هذا الوالي الفاسد الشرير على شروره أن أمر باستمرار حبس رسول يسوع المسيح، دون جريمة ولا ذنب، ورغم وضوح براءة بولس وكذب المُشتكين عليه، أراد فيلكس أن يُرضيهم، وكجبان أجَّل قراره (ع22، 26، 27). ونتذكر هنا كلمات المرنم الخطيرة المُوجَّهة للقضاة الظالمين في ”يوم البشـر“: «حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟» (مز82: 2). ولكنه ليس فقط أجَّل قرار الإفراج عن بولس، بل أجَّل أيضًا قرارًا أكثر خطورة وهو الذي يخص خلاص نفسه. ومع أنه استدعى بولس مرارًا، وتكلَّم معه، ولكن ضميره الذي كان قد تقسـى بمحبة المال (ع26)، ما عاد تخترقه رعود الدينونة المُزمجرة.

هذا التأمل مقدم من خدمة الرب قريب