You must need to login..!
وصف
رَجَعَتْ … لأَنَّهَا سَمِعَتْ … أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا. (راعوث 1: 6)
ما الذي قاد نُعْمِي للرجوع؟ هل هي الأحزان التي تحمَّلتها والخسارة التي أصابتها؟ كلا! بل الأخبار الطيبة لنعمة الله هي التي اجتذبتها للرجوع «رَجَعَتْ … لأَنَّهَا سَمِعَتْ … أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا». إن الأحزان لا تُحركنا للرجوع إلى الرب، مع أننا قد نتعلَّم منها مرارة التيهان. والابن الضال الذي رجع لأبيه، لم يكن بؤسه وحاجته ومرارة عبوديته والجوع الذي في الكورة البعيدة هو الذي أرجعه، بل تذكُّره للخير الذي في بيت أبيه، والنعمة التي في قلب أبيه قادته أن يقول: «كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي». فليس بؤس وشقاء الكورة التي كان فيها، هو الذي أعاده، بل نعمة قلب أبيه أعادته. كذلك مع نُعْمِي في أرض موآب، سمعت «أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا … خَرَجَتْ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ … لِلرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا». إن خطايانا تقسـي قلوبنا وتبعدنا عن الرب أكثر، لكن نعمته تُذيب قلوبنا فتجذبنا إليه ثانية.